للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضعّف هذا الوجه بعض العلماء، منهم: ابن جُزي (١)، والسمين الحلبي (٢)، والآلوسي (٣).

قال السمين: "والاعتراضُ عليه واضحٌ مِن حيث إنه أوقع خبر {إنَّ} جملةً طلبيةً، وقد تقدم أنه لا يجوزُ". اهـ (٤)

وقال الآلوسي: "ولا يخفى أنه تكلف". اهـ (٥)

ثانياً: حكم وقوع خبر (إنَّ) جملة طلبية:

ذهب جمهور النحويين إلى أنه لا يجوز أن يكون خبر (إنّ) جملة طلبية، وإن ورد شيء منه أُوّل (٦)؛ فأولوا قول الشاعر (٧):

إنَّ الذين قتلتم أمس سيدهم ... لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما

بأنه على إضمار قول يقع خبراً لـ (إنّ)، وتقع هذه الجملة الإنشائية معمولة له، فيكون الكلام من باب حذف العامل وإبقاء المعمول، والتقدير: إنَّ الذين قتلتم سيدهم أمس مقول في شأنهم لا تحسبوا (٨).

ورَدَّ بعضهم هذه التأويلات، وقالوا بأنها تكلف والتزام ما لا لزوم له (٩).


(١) ينظر: تفسير ابن جزي (٢: ٦٣).
(٢) ينظر: الدر المصون (٨: ٣٨٩).
(٣) ينظر: تفسير الآلوسي (٩: ٣١٠).
(٤) الدر المصون (٨: ٣٨٩).
(٥) تفسير الآلوسي (٩: ٣١٠).
(٦) ينظر: الدر المصون (٩: ٥١٥)، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام (١: ٣١٤).
(٧) البيت من غير نسبة في أمالي ابن الشجري (٢: ٨٠)، وفي أوضح المسالك، لابن هشام (١: ٣١٤)، وفي خزانة الأدب (١٠: ٢٤٧) نسبه البغدادي لأبي مُكْعِت أخي سعد بن مالك.
(٨) ينظر: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام (١: ٣١٤).
(٩) ينظر: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (١: ٣٤٧).

<<  <   >  >>