للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - أنّها حرف استئناف، وجملة {فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ} استئنافية، غير مربوطة بالمغرقين المذكورين في الجملة السابقة، بل هي إخبار عن السائرين في البحر ناجين كانوا أو مغرقين، فهم بهذه الحالة لا نجاة لهم إلا برحمة الله.

وهو قول ابنُ عطية (١)، وقد ضعّفه السمين الحلبي (٢) وغيره من العلماء (٣)؛ لأنَّ جعْلَها استئنافية فيه قطع للكلام، والفاء تُعلِّق ما بعدها بما قبلها تعلقًا واضحًا.

٢ - أنّها عاطفة، رابطة للجملة بما قبلها، فجملة {فَلَا صَرِيخَ} معطوفة على جملة {نُغْرِقْهُمْ}.

وهو قول الجمهور (٤)، وهو الراجح؛ فالفاء في قوله: {فَلَا صَرِيخَ} تُعلِّق الجملة بما قبلها تعلقًا ظاهرًا.

والخلاص من العذاب بما يدفعه من أصله، فنُفيَ بقوله: {فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ}، وبما يرفعه بعد وقوعه، فنُفيَ بقوله: {وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ} (٥).


(١) ينظر: المحرر الوجيز (٤: ٤٥٥).
(٢) ينظر: الدر المصون (٩: ٢٧٣).
(٣) ينظر: تفسير أبي حيان (٩: ٧١)، تفسير الآلوسي (١٢: ٢٨)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين درويش (٨: ٢٠٥).
(٤) ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (٥: ٣٥٣)، تفسير أبي حيان (٩: ٧١)، الدر المصون (٩: ٢٧٣)، السراج المنير، للخطيب الشربيني (٣: ٣٥٣)، تفسير المظهري (٨: ٨٧)، فتح القدير، للشوكاني (٤: ٤٢٧)، تفسير الآلوسي (١٢: ٢٨)، الجدول في إعراب القرآن، لمحمود صافي (٢٣: ١٥)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين درويش (٨: ٢٠٥)، المجتبى، لأحمد الخراط (٣: ١٠١٩)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (٤: ٧٢٤)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب (ص: ٤٤٣).
(٥) ينظر: تفسير أبي حيان (٩: ٧١).

<<  <   >  >>