للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - لأنّ الآية مكية، في سورة مكية، تتضمن تقرير التوحيد، والرد على الكفار، وهذا المعنى -أن (لا) نافية، والكتاب هو الذي في السماء، والمطهرون هم الملائكة- أليق بالمقصود مِن فرع عملي، وهو حكم مس المحدث المصحف (١).

٧ - لأنه لو أريد به الكتاب الذي بأيدي الناس لم يكن في الإقسام على ذلك بهذا القسم العظيم كثير فائدة، ومن المعلوم أن كل كلام فهو قابل لأن يكون في كتاب، حقا أو باطلا، بخلاف ما إذا وقع القسم على أنه في كتاب مصون مستور عن العيون عند الله، لا يصل إليه شيطان، ولا ينال منه، ولا يمسه إلا الأرواح الطاهرة، فهذا المعنى أليق وأجل بالآية (٢).

٨ - لأنّ الظاهر أن جملة {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} صفة، والأصل فيها أن تكون خبرية (٣).

٩ - يؤيد كونها نافية قراءة عبد الله بن مسعود: (ما يمسه)؛ ما: نافية (٤).

١٠ - لأن القول بأنها نافية، والكتاب هو الذي في السماء، والمطهرون هم الملائكة هو القول الموافق لتفسير الصحابة والتابعين لهذه الآية.

١١ - أن هذا أبلغ في الرد على المكذبين وأبلغ في تعظيم القرآن من كون المصحف لا يمسه مُحدِث (٥).


(١) ينظر: التبيان في أقسام القرآن، لابن القيم (١: ٢٢٧).
(٢) ينظر: مدارج السالكين، لابن القيم (٢: ٣٩١).
(٣) ينظر: تفسير الآلوسي (١٤: ١٥٣).
(٤) ينظر: المحرر الوجيز (٥: ٢٥٢)، تفسير الآلوسي (١٤: ١٥٣)، إعراب القرآن وبيانه، لمحيي الدين درويش (٩: ٤٤٧).
(٥) ينظر: التبيان في أقسام القرآن، لابن القيم (١: ٢٢٧).

<<  <   >  >>