للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليه: فاستدراك السمين على ابن عطية وتجويزه أن تكون (لا) ناهية والفعل بعدها مجزوم ليس في محله.

وما جاء في الآية وإن كان نفياً والمطهرون هم الملائكة، إلا أنه يُستفاد منه النهي في حق المكلفين من البشر.

قال ابنُ القيم: "سمعت شيخ الإسلام يقرر الاستدلال بالآية على أن المصحف لا يمسه المحدث بوجه آخر، فقال: هذا من باب التنبيه والإشارة إذا كانت الصحف التي في السماء لا يمسها إلا المطهرون؛ فكذلك الصحف التي بأيدينا من القرآن لا ينبغي أن يمسها إلا طاهر". ... اهـ (١)

والآية أفادت تعظيم شأن القرآن، والمس بغير طهر مخل بتعظيمه فتأباه الآية (٢).

قال ابن عاشور: "وإذ قد ثبتت هذه المرتبة الشريفة للقرآن؛ كان حقيقًا بأن تُعظّمَ تلاوته وكتابته، ولذلك كان من المأمور به: أن لا يمس مكتوب القرآن إلا المتطهّر تشبهًا بحال الملائكة في تناول القرآن". اهـ (٣)


(١) التبيان في أقسام القرآن (١: ٢٢٩).
(٢) ينظر: تفسير الآلوسي (١٤: ١٥٤).
(٣) التحرير والتنوير (٢٧: ٣٣٥).

<<  <   >  >>