للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جوّزه أبو البقاء (١)، واستبعده السمين الحلبي فقال: "وهو بعيدٌ لعدمِ الحاجةِ إلى ذلك، ولا أدري ما الذي حَمَلهم على هذا مع ظهورِ الوجهِ الأولِ وخُلُوصِه من هذه التعسُّفات؟ وكونُ {إِلَى} حرفَ جرّ، و {رَبِّهَا} مجروراً بها هو المتبادَرُ للذِّهن". اهـ (٢)

٥ - أنّ {وُجُوهٌ} مبتدأ، و {نَاظِرَةٌ} نعت لـ {نَاضِرَةٌ} أو نعت للوجوه، و {نَاضِرَةٌ} خبر {وُجُوهٌ}.

جوّزه: النحاس (٣)، ومكي بن أبي طالب (٤).

وليس بظاهر.

ثانيًا: الترجيح:

القول الأول هو الراجح، وهو أنّ قوله: {وُجُوهٌ} مبتدأ، و {نَاضِرَةٌ} صفة، و {نَاظِرَةٌ} خبر المبتدأ؛ فهذا أوضح وأصحّ الأوجه من ناحيتي المعنى والصناعة.

ومعنى هذا القول: أنّ الوجوه الحسنة يومَ القيامة ناظرة إلى ربها، وهذا المعنى صحيح وظاهر، وموافق لما جاء عن السلف في تفسير الآية، حيث فسّرها غير واحد من السلف: وجوه حسنة ناظرة إلى ربها (٥).


(١) ينظر: التبيان في إعراب القرآن (٢: ١٢٥٤).
(٢) الدر المصون (١٠: ٥٧٦).
(٣) ينظر: إعراب القرآن (٥: ٥٥).
(٤) ينظر: مشكل إعراب القرآن (٢: ٧٧٨).
(٥) ممن فسّرها بذلك: الضحاك والحسن. ينظر: تفسير الطبري (٢٤: ٧٢)، الدر المنثور، للسيوطي (٨: ٣٤٩).

<<  <   >  >>