وأفعالاً، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك من قوله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وكان محافظًا على الصلاة والصوم، معظمًا للشرائع ظاهرًا وباطنًا، لا يؤتى من سوء فهم؛ فإن له الذكاء المفرط، ولا من قلة علم فإنه بحر زاخر، ولا كان متلاعبًا بالدين، ولا ينفرد بمسألة من التشهي، ولا يطلق لسانه بما اتفق، بل يحتج بالقرآن والحديث والقياس ويبرهن ويناظر أسوة من تقدمه من الأئمة فله أجر على خطئه، وأجران على إصابته.
إلى أن قال: تمرّضَ أيامًا بالقلعة بمرض حاد إلى أن مات ليلة الإثنين، العشرين من ذي القعدة، وصُلي عليه بجامع دمشق، وصار يُضرب بكثرة من حضر جنازته المثل، وأقل ما قيل في عددهم أنهم خمسون ألفًا. (١)
قال الشهاب بن فضل الله: لما قدم ابن تيمية على البريد إلى القاهرة في سنة سبعمائة نزل عند عمي شرف الدين وحض أهل المملكة على الجهاد، وأغلظ القول للسلطان والأمراء، ورتبوا له
(١) ما سبق مأخوذ باختصار من " ذيل تاريخ الإسلام " للحافظ الذهبي ص ٣٢٤ - ٣٣٠ ط: دار المغني.