٧ - من المقرر عند العلماء أن العلوم والأعمال التي يتعدى نفعها أفضل وأكثر ثوابًا من القاصرة على صاحبها، ومن المعلوم الذي لا خلاف فيه بين المحدثين والمؤرخين للإسلام ودوله أن علوم عمر وأعماله كانت أنفع من علوم سائر الخلفاء في نشر الإسلام واهتداء الشعوب به وفتوحه وما اشتهر به من العدل والفضائل.
٨ - من المعلوم الذي لا مرية فيه بين الواقفين على تواريخ الأمم وسنن الاجتماع البشري أن أرقى البشر عقلاً وعلمًا نفسيًّا هم أقدرهم على سياسة الشعوب وإقامة الدول، وأن هؤلاء مفضلون على الحفَّاظ والعلماء الفنيين الذين يقومون ببعض الأعمال الجزئية في الدولة، وهذا هو العلم الذي يرجح صاحبه على من دونه فيه لتولي الحكم العام كالخلافة والملك، ومن دعائم هذا العلم معرفة استعداد الأفراد الذين يصلحون للسياسة والإدارة والقضاء وقيادة الجيوش، ومن المعلوم من التاريخ بالتواتر والعمل أن عمر رضي الله عنه كان في الذروة العليا من نابغي البشر وأفذاذ