ثم بعد أن وضعوا هذا الأصل وخالفوا فيه جميع المسلمين - وهو أن الإمام لا يتعين إلا بنص من الله تعالى - وأخذوا يدافعون عنه قالوا: يجب أن يكون هذا النص صريحاً كي يسهل التعرف من خلاله على الإمام ويزول النزاع.
ولكنهم بعد أن اشترطوا النص الصريح على الإمام، يتفاجأ القارئ ويعجب عندما يراهم ينقضون قولهم هذا بالجملة من خلال منعهم وجوب ذكر اسم الامام صراحة في القرآن، فكيف يجتمع قولهم بوجوب النص الصريح على الإمام، مع قولهم بعدم وجوب ذكر اسم الإمام في القرآن، فتراهم يتأرجحون ويتذبذبون في جوابهم؟! فعندما قال لهم أهل السنة إنه لا يجب على الله تعالى أن ينص على الإمام. قالوا: هذا غير صحيح، بل يجب عليه ذلك وأن يكون نصاً صريحاً.
وعندما سلمنا لهم جدلاً بقولهم ذاك وبينا لهم النتبجة المترتبة عليه: وهي أن ذكر اسم الإمام في القرآن لطف، واللطف واجب على الله، فيجب أن يُذكر اسم الإمام في القرآن. فإما أن تقولوا: بأن الله تعالى لم يفعل اللطف المذكور. أو تقولوا: بأن الله تعالى قد فعله. ولا يوجد أمامهم خيار ثالث بحسب القسمة العقلية، وفي كلا الخيارين خطر عظيم. انظر حول هذا الإلزام: كتاب " إمامة الشيعة توجب القول بتحريف القرآن " للشيخ عبد الملك الشافعي.