(التاسعة) : إنزال الله تعالى سكينته عليه - على ما تقدم من التفسير المنقول المعقول - وهي منقبة لم يرد في التنزيل إثباتها لشخص معين قبله ولا بعده إلا الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، وإنما ورد إثباتها لجماعة المؤمنين كما تقدم.
وقد كان رضي الله تعالى عنه قائما مقام جميع المؤمنين في الغار وسائر رحلة الهجرة الشريفة في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما أنزل التنويه بذلك في أواخر مدة الهجرة. أي سنة تسع منها.
وقد روينا لك ما قاله علي المرتضي كرم الله وجهه وغيره من تفضيله على جميع المؤمنين بهذه الآية مِنْ قِبل الله عز وجل، وأنه كان المبلغ لها عن الرسول صلى الله عليه وسلم في موسم الحج.
(العاشرة) : تأييده بجنود لم يرها المخاطبون من المؤمنين وهي الملائكة بناء على القول بعطف جملة التأييد على جملة إنزال السكينة كما تقدم شرحه، ويأتي في هذا ما ذكرناه فيما قبله من الخصوصية وجعل أبي بكر في مقدم المؤمنين كافة مع تفضيله عليهم.
(١) أي أنه لم يثبت ذلك لأحد بعينه، وليس المراد عدم ثبوت ذلك لمجموعة على سبيل العموم كما في قوله سبحانه وتعالى لعموم الصحابة رضي الله عنهم بعد معركة أحد {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} .