وهذه العبارة النبوية - وإن كانت ثابتة في غزوة بدر الكبرى وليس في هذا الموطن في حنين - إلا أن المراد من إيرادها - زيادةً على أثر عودة المقاتلين على سير المعركة - توجيه تساؤل للشيعة المتهمين لعامة الصحابة بالنفاق والارتداد عن الدين مفاده: أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء قد ربط بين استمراريةٍ هذا الدين واستمرارٍ عبادة الله، وبين بقاء هذه العصابة المباركة من أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين الذين شملهم هذا الدعاء بأجمعهم، فهل استثنى منهم أحداً؟ وهل دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه بأن يُبقي مجموعة من المرتدين أو المنافقين؟! وكيف يربط بين عبادة الله واستمراريتها بمجموعة من الكفرة المرتدين؟! ثم كيف يعقل أن يكون الكفرة المرتدون هم المؤتمنون على نقل الدين واستمرارية عبادة الله تعالى في الأرض؟! أما أهل السنة والجماعة فيقولون: حاشاهم رضي الله عنهم عن تلك الأوصاف، فمثل هذا الدعاء النبوي فيه دليل على عدالتهم وإسلامهم، وأن عبادة الله سبحانه إنما يؤديها وينقلها المؤمنون على رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم. (٢) الأخبار مستفيضة في أن الآية هكذا نزلت {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} كما يقول نعمة الله الجزائري وغيره من أكابر علماء الإمامية الذين استوعب كثيراً من كلامهم شيخهم الموصوف عندهم بثقة الإسلام الأجل وهو النوري الطبرسي في كتابه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب".