فالخلاف بين أهل السنة والشيعة الإثني عشرية أكبر من أن يُحصر في المفاضلة بين عمر وعلي، والأولى أن يُبدأ بجوهر الخلاف الذي أعرض عنه عبد الحسين بدل الانهماك في مثل هذه المسائل، فليس من المهم من كان أفضل ومن كان أقل فضلاً إذا كنا نعترف بفضل الاثنين، فكلاهما قد مات، والخلافة قد انتهت، ومن غير المعقول أن نبقى بعدهم مئات السنين ونحن ندندن حول مسألة من الأحق بالخلافة أو من الأفضل بينهما ما دام الذين نتكلم عنهما قد فارقوا الدنيا ولاقوا ربهما عز وجل منذ أكثر من ألف وثلثمائة سنة!! (٢) يعني كتاب " نهج البلاغة " وما فيه من خطب وأقوال منسوبة إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وهذا الكتاب لا يمكن بحال أن ينسب لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه انطلاقاً من واقع علي رضي الله عنه، ومن ضوابط العلم المتبعة عادة في إثبات المنقولات إلى قائلها، حيث يفتقد إلى إسناد متصل إليه، فجامعه (الشريف الرضّي) من القرن الرابع الهجري، وبينه وبين علي رضي الله عنه قرون. انظر للاستزادة: أسطورة الخطبة الشقشقية للشيخ علاء الدين البصير ص ٤٧ - ٨٢