للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنزولي هذا (١)

فنسب إلى التجسيم. ورده على من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم واستغاث، فأُشخص من دمشق في رمضان سنة ٦٩٨ فجرى عليه ما جرى وحبس مرارًا فأقام على ذلك نحو أربع سنين أو أكثر وهو مع ذلك يشتغل ويفتي إلى أن اتفق أن الشيخ نصرًا قام على الشيخ كريم الدين [الآملي] (٢) شيخ خانقاه سعيد السعداء فأخرجه من الخانقاه، وعلى شمس الدين الجزري فأخرجه من تدريس الشريفية، فيقال إن [الآملي] دخل الخلوة بمصر أربعين يومًا، فلم يخرج حتى زالت دولة بيبرس، وخمل ذكر نصر، وأطلق ابن تيمية إلى الشام.

وافترق الناس فيه شيعًا (٣) فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرها، من ذلك قوله في


(١) الصحيح أنه قال: (لا كنزولي هذا) كما نقله بعض المؤرخين، وهو الموافق لما صرح به في مواضع من وجوب الجمع بين إمرار النصوص ونفي التشبيه، فحرف كلامه أعداؤه، ولعل بعضهم لم يسمع حرف (لا) فنقله مثبتًا. (ر)
أقول: وهذه كتبه مطبوعة لا يوجد فيها مما ينقله هؤلاء بل على العكس؛ حيث يقول رحمه الله: ((فمن قال: إن علم الله كعلمي ... أو نزوله كنزولي أو إتيانه كإتياني ونحو ذلك فهذا قد شبه الله ومثله بخلقه تعالى الله عما يقولون وهو ضال خبيث مبطل بل كافر)) . مجموع الفتاوى ١١ / ٤٨٢. هذه العبارة نسبها أحد الأشاعرة - وهو أبو علي السكوني - إلى بعض من يسميهم أغبياء المجسمة والحشوية دون أن يُعيِّن شخصاً، ثم جاء أن ابن بطوطة دخل المسجد الأموي بدمشق ورأى شيخ الإسلام ابن تيمية على المنبر وهو يقول: (إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ثم نزل درجة من المنبر) . رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار ص ١١٠) .
ولقد عجب محقق كتاب رحلة ابن بطوطة د. علي المنتصر الكتاني من هذا الكذب فقال في الحاشية: هذا محض افتراء علي الشيخ رحمه الله فإنه كان قد سجن بقلعة دمشق قبل مجئ ابن بطوطة إليها بأكثر من شهر. فقد أتفق المؤرخون أنه أعتقل بقلعة دمشق لأخر مرة في اليوم السدس من شعبان " سنة ٧٢٦ هـ ولم يخرج من السجن إلا ميتاً.
(٢) في المطبوع من كتابنا هذا: ((الأيلي)) .
(٣) اقتصر الرافضي العاملي من هذه الترجمة الحافلة على ذكر هذه المطاعن المنقولة التي سيأتي فيها ما يدل على بطلانها من كلام العلامة العمري.
وقد شاهدنا في عصرنا مثلها في شيخنا الأستاذ الإمام وشيخه السيد جمال الدين (ر)

<<  <  ج: ص:  >  >>