للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يعلم بذلك جميع أهل بيته، وأن يتعاهدهما ولده وعتيقه (١) في الغار بالغذاء وبالأنباء كل ليلة، وأن يكون هو الذي يتولى استئجار الدليل الذي يرحل بهما؟

ثم أقول زيادة في فضيحة هؤلاء المحرفين المخرفين:

تفنيد شبهتهم على صحبة الصديق:

(أولا) : إنكم تزعمون أنه لا فضيلة في صحبة الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم في الغار، ويلزم منه أنه لا فضيلة في صحبته ولا في صحبة سائر المؤمنين له في غير الغار من أزمنة رسالته صلى الله عليه وسلم بالأولى؛ إذ تستدلون على ذلك بأن الصحبة تكون بين المؤمن والكافر والبر والفاجر، وبين الإنسان والحيوان أيضا.

فإذا كنتم تلتزمون هذا الاستدلال، فإنه يلزمكم خزيان، لا مفر لكم منهما:

(أحدهما) : أن صحبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أعلى الله قدره ورفع ذكره، وصحبة الكافر أو الحمار سواء (وأستغفر الله تعالى من حكاية هذا الجهل، وإن كان حاكي الكفر ليس بكافر) لأن كُلاً منهما تسمى صحبة في اللغة!

والعبرة عندكم بالتسمية دون متعلقها، أي أن


(١) يعني عبد الله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة رضي الله عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>