للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بن] (١) عبد الله.

وقد أورده أبو طالب المكي في قوت القلوب والغزالي في الإحياء. قالا: فقيل له: أتقول ذلك وفينا جلة الصحابة -وفي القوت- وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون؟!

فقال: إني لست أعني العلم الذي تذهبون إليه إنما أعني العلم بالله عز وجل. اهـ

وجرير الراوي لهذا الأثر هو ابن حازم وهو ثقة فيما يرويه إلا عن قتادة.

وأما إبراهيم بن عبد الله (٢) فلا نعرفه في شيوخ الأعمش وإنما يروي الأعمش، عن إبراهيم النخعي فلعله هو وناهيك به في رواة حديث ابن مسعود وآثاره. (٣)

هذا وإن علماء السنة الذين طعنوا في رواية الحديثين المذكورين قد أثبتوا من الروايات في مناقب علي رضي الله عنه أكثر مما أثبتوه من مناقب غيره من الصحابة رضي الله عنهم وصرح بذلك إمامهم الأعظم أحمد بن حنبل وأقروه عليه، فهل يعدون من النواصب؟!

وأختم هذا البحث بالتذكير بأنني كنت نوهت بشيعة العراق في أول العهد باستيلاء الإنكليز عليها؛ لأنهم كانوا أشد من أهل


(١) الصواب: إبراهيم عن عبد الله - وهو ابن مسعود - رضي الله عنه.
(٢) انظر: الحاشية السابقة، والأثر أخرجه أيضاً البيهقي في المدخل (٧٠) ، والطبراني في الكبير (٩/١٧٩، ١٨٠) .
(٣) رغم أن إبراهيم النخعي لم يدرك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقد أخرج الترمذي في كتاب العلل (ص ٢٢٣ بشرح الحافظ ابن رجب الحنبلي) عن سليمان الأعمش قال: ((قلت لإبراهيم النخعي أسند لي عن عبد الله بن مسعود. فقال إبراهيم: إذا حدثتك عن رجل عن عبد الله فهو الذي سميت، وإذا قلت: قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله)) وبناءً على ذلك اختار بعض أهل العلم صحة إسناد ما أرسله النخعي عن ابن مسعود رضي الله عنه وقال الطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٢٢٦: ((كان إبراهيم إذا أرسل عن عبد الله لم يرسله إلا بعد صحته عنده وتواتر الرواية عن عبد الله)) ، وقال الحافظ ابن رجب في شرح علل الترمذي ١/٥٤٢: ((وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة)) وانظر للفائدة: التنكيل للمعلمي اليماني التنكيل (١/٣٢) ، (٢ / ١٤٢) وتعليقات الشيخ الألباني رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>