للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحاديث التي فيها الصفة فقالوا: (أَمِرُّوهَا كما جاءت بلا كيف) . (١)

(وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: لله أسماء وصفات لا يسع أحدًا ردُّهَا ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يُدْرَك بالعقل ولا الرَّوِيَّة والفكر، فنثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى: ١١) .

وأسند البيهقي [٢ / ٣٠٧] بسند صحيح عن أحمد بن أبي الحواري عن سفيان بن عيينة قال: (كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه) (٢) .

ومن طريق أبي بكر الضبعي قال: مذهب أهل السنة في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} (طه: ٥) قال: بلا كيف. (٣)

والآثار فيه عن السلف كثيرة، وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل وقال الترمذي في الجامع عقب حديث [برقم: ٣٢٩٨] أبي هريرة في النزول: ((وهو على العرش كما وصف به نفسه في كتابه)) كذا قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه من الصفات.

وقال في باب فضل الصدقة [حديث: ٦٦٢] : ((قد ثبتت هذه


(١) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣ / ٥٠٣، ٥٢٧) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢ / ٣٧٧) .
(٢) وأخرجه عنه اللالكائي (٣ / ٤٣١) بلفظ: ((كل ما وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره، لا كيف ولا مثل)) . وقال قوام السنة أبو القاسم الأصبهاني عن قول ابن عيينة فقراءته تفسيره: ((أي هو هو على ظاهره لا يجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل)) قال الحافظ الذهبي: ((وكما قال سفيان وغيره: قراءتها تفسيرها. يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف)) . وانظر: العلو للذهبي (١ / ٢٥١، ٢٦٣) .
(٣) الأسماء والصفات للبيهقي (٢ / ٣٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>