والذي بدأ هذا الشقاق وتولى كِبْره منهم هو صاحب ذلك الكتاب البذيء الجاهلي (السيد محسن الأمين العاملي) الذي لم يكتفِ فيه بإخراج ملك العرب الجديد وقومه النجديين من حظيرة الإسلام، وهو يعلم أنه لا قوة له ولا للعرب بغيرهم في هذا الزمان، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا ذلت العرب ذل الإسلام)(رواه أبو يعلى بسند صحيح)(١) ولكن الإسلام عنده هو الرفض الذي هو الغلو في التشيع وعداوة السنة.
ولم يكتفِ بذلك حتى زعم أن منشأ ضلال هؤلاء الوهابية وخروجهم عن الإسلام وعليه هو كتب شيخ الإسلام، وعلم الأئمة الأعلام، مؤيد الكتاب والسنة بأقوى البراهين النقلية والعقلية، وناقض أركان الشرك والكفر والبدع بتشييد صرح السنة المحمدية، الشيخ تقي الدين ابن تيمية، الذي نشرنا في هذا الجزء بعض رسائله في جمع كلمة الأمة الإسلامية، والأدلة على أن أهل السنة لا يكفرون أحدًا من أهل القبلة، ولا يأبون صلاة الجماعة مع المبتدعة منهم.
(١) أخرجه أبو يعلى في مسنده (٣ / ٤٠٢ / ١٨٨١) وكذلك أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (٢ / ٣٤٠) ، وتصحيح المؤلف رحمه الله للحديث فيه نظر؛ فقد ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " (٢ / ٣٧٦) فقال: سألت أبي عن حديث رواه منصور بن أبي مزاحم. . . فذكره، قال: فسمعت أبي يقول: هذا حديث باطل ليس له أصل. وانظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة (١ / ٣٠١)