أما زعمه أن عمر قد فَرَّ - وهو ما لم يقله أحد من المحدثين ولا أصحاب السير - فقد تأول به رواية لأبي قتادة عند البخاري ذكر فيها هزيمة المسلمين وأنه انهزم معهم، وأنه قال: فإذا عمر بن الخطاب في الناس، فقلت: ما شأن الناس؟ قال أمر الله. ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ
فوجب أن نبين ما في كلامه من الجهل والافتراء لأنه جعله تفسيراً لهذه الآية لئلا يضل بعض المطلعين على كتابه في فهمها.
قال:((روى البخاري في صحيحه بإسناده عن أبي قتادة. . .)) الخ.
والمتبادر من قوله:((روي بإسناده)) أنه رواه مسنداً موصولاً، والصواب أن هذه الرواية فيه معلقة بدأها البخاري بقوله:((وقال الليث حدثني يحيى بن سعيد. . .)) إلخ.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه من الفتح [٨ / ٤١] : ((وروايته هذه - يعني يحيى بن سعيد - وصلها المصنف في الأحكام عن قتيبة عنه لكن باختصار)) . اهـ
ويريد بهذا الاختصار ذكر الحديث المرفوع منها وهو قوله صلى الله عليه وسلم:((من أقام بينة على قتيل قلته فله سلبه)) وليس فيها ذكر عمر رضي الله عنه؛ ولذلك لم يذكرها