والشيعة يعتقدون أنه لا يغني معصوم عن آخر ولذلك لم تنقطع العصمة بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - لاحتياج الخلق دائماً وأبداً إلى معصوم يخلفه، إلا أن هذا الاعتقاد أوقعهم في إشكالات حتى في الفقه؛ فإن هذا الاعتقاد يوجب على الإمامية أن يأخذوا بفقه إمام زمانهم دون سواه، وإمام الزمان الآن- حسب اعتقادهم - هو المهدي. فأين هو فقه المهدي؟ بل أين فقه الحسن أبيه؟ أو فقه علي الرضا؟ أو أبيه موسى؟ وأين فقه بقية (الإئمة) ؟ لماذا توقفوا عند فقه جعفر دون سواه فسموا أنفسهم بالجعفرية وسموا فقههم بالجعفري؟! أليس بموت جعفر يجب الانتقال إلى الإمام الذي يليه والأخذ بقوله؟ فإن كان فقه جعفر يغني عن فقه الذي بعده فما وجه الحاجة إلى (إمام) من بعده؟ وإن كان لا يغني فعلام التوقف عنده؟ وما هذا الاهتمام به دون سواه؟ إلى حد أنه لا يوجد عندهم من أقوال لأي (إمام) بعده (بل ولا قبله) ما يمكن أن يشكل مذهباً! انظر: أسطورة المذهب الجعفري.