وذكر صاحب الذريعة كتابين لهم في هذا باسم: "التوقيعات الخارجة من الناحية المقدسة" (أغا برزك الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة٤/٥٠٠-٥٠١) . وتحكي هذه التوقيعات رأي الإمام المزعوم في كثير من أمور الدين والحياة، وتصور قدرته على علم الغيب المجهول..وتحقيقه لأماني شيعته وشفائه لأمراضهم، وحل لمشاكلهم، وإجابته لأسئلتهم واستلامه لما يقدمونه من أموال، وقد تصاغ أحداث ذلك أحياناً بثوب قصصي فهذه رقاع من صاحب الزمان. وهناك "رقاع" تكون إلى صاحب الزمان - كما يسميه الاثنا عشرية -، ففي بحار الأنوار ٩٤/٢٩قولهم: ((تكتب رقعة إلى صاحب الزّمان وتكتب فيها: بسم الله الرّحمن الرّحيم، توسّلت بحجّة الله الخلف الصّالح محمد بن الحسن. . .)) وهذه لا تكون خاصة بصاحب الزمان فتوضع على قبور الأئمة التي هي - بزعمهم - مناط الرجاء ومفزع الحاجات. قالوا: ((إذا كان لك حاجة إلى الله عزّ وجلّ فاكتب رقعة على بركة الله، واطرحها على قبر من قبور الأئمّة إن شئت، أو فشدّها واختمها واعجن طينًا نظيفًا واجعلها فيه، واطرحها في نهر جارٍ، أو بئر عميقة، أو غدير ماء، فإنّها تصل إلى السّيّد عليه السّلام وهو يتولّى قضاء حاجتك بنفسه)) . (٢) أقول: لم يسلم الصدوق من الطعن فيه، والخلاف في توثيقه، حتى توقف البعض فيه بحجة أنه لم يصرح بتوثيقه أحد من علماء الرجال، ونعته البعض بالكذب، حيث قال: الصدوق كذوب، وذكر آخر وهو أسد الله الكاظمي في (كشف القناع) أن الصدوق يقوم بالتغيير في الأحاديث مما يورث سوء الظن به، وخلص إلى القول بأن أمره مضطرب جداً. انظر: معجم الخوئي (١٦/٣٢٣) ، روضات الجنات (٦/١٣٦) ، لؤلؤة البحرين (٣٧٤) ، الخصال مقدمة المحقق (صفحة: ب) . وقد كتب (الصدوق) كتاباً في عقائد الشيعة عرف بـ (اعتقاد الصدوق) ، فلم يمر على الكتاب فترة طويلة حتى جاء تلميذه (المفيد) وكتب كتابه (تصحيح الاعتقاد) في الرد على شيخه في كتابه المذكور، ويحمل فيه عليه حملات منكرة! واصفاً إياه بالجهل بالأخبار تارة وبمذاهب الاعتقادات تارة، وبعدم العلم في مسائل أخرى! من ذلك قوله: (وما كان ينبغي لمن لا معرفة له بحقائق الأمور أن يتكلم فيها على خبط عشواء. والذي صرح به أبو جعفر في معنى الروح والنفس هو قول التناسخية بعينه من غير أن يعلم أنه قولهم، فالجناية بذلك على نفسه وعلى غيره عظيمة) ، وقال في موضع آخر: (والذي حكاه وتوهمه هو مذهب كثير من الفلاسفة الملحدين) . (٣) علي بن الحسين بن موسى بن بابويه؛ القمي، شيخ القميين في عصره، وفقيههم، وثقتهم، قالوا: إنه كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم؛ الحسين بن روح، وسأله عن مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك، على يد علي بن جعفر بن الأسود، يسأله: أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام، ويسأله فيها الولد. انظر: وسائل الشيعة ٣٠ / ٤٢٨. وقال أبو غالب الزراري: كاتبَ الصاحبَ عليه السلام جدي محمد بن سليمان، بعد موت أبيه، إلى أن وقعت الغيبة.