(أقول) هذا ما اخترت نقله من صحيح البخاري من خبر الهجرة، وفيه أحاديث أخرى تُراجع في صحيح البخاري وغيره من الصحاح والسنن والسير، وفيها عبر كثيرة، وإنني أُقفي عليه بوصف الغار الذي شرفه الله بإيوائه إليه إتماما للفائدة.
وقد ورد في كتب الحديث والسير أخبار وآثار كثيرة في قصة الهجرة ودخول الغار، فيها كرامات وخوارق يتساهلون بقبول مثلها في المناقب، وإن لم تصح بطرق متصلة يحتج بمثلها في الأحكام العملية، ولا في المسائل الاعتقادية بالأولى.
قال الحافظ في شرح حديث عائشة من الفتح [٧ / ١٦٨] : ((إن الإمام أحمد [١ / ٣٤٨ ط: الميمنية] روى بإسناد حسن (١) من حديث ابن عباس في قوله تعالى {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا..} الآية. قال تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه.
فأطلع الله نبيه على ذلك، فبات علي على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون
(١) إسناد الإمام أحمد فيه عثمان بن أبي عمرو بن أبي ساج الجزري وقد ضعفه النسائي والعقيلي وقال الحافظ في التقريب: ((فيه ضعف)) .