عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم - يعني ينتظرونه حتى يقوم فيفعلون به ما اتفقوا عليه.
فلما أصبحوا ورأو عليا رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري.
فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال)) . اهـ
وذكر الحافظ روايات بهذا المعنى من مراسيل الزهري والحسن في بعض السير وغيرها، ونقل عن دلائل النبوة للبيهقي [٢ / ٤٧٧] من مرسل محمد بن سيرين: ((أن أبا بكر ليلة انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار كان يمشي بين يديه ساعة ومن خلفه ساعة فسأله (أي عن سبب ذلك) فقال: أذكر الطلب فأمشي خلفك واذكر الرصد فأمشي أمامك، فقال:((لو كان شيء أحببت أن تقتل دوني؟)) قال: أي والذي بعثك بالحق. (١)
فلما انتهى إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ لك الغار، فاستبرأه. وذكر أبو القاسم البغوي من مرسل ابن أبي مليكه
(١) فيه انقطاع بين ابن سيرين وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلا أنه قد أورده البيهقي في الدلائل وكذلك الحافظ ابن كثير في مسند الفاروق (٢/٦٧٣) عن ضبة بن محصن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قال - أعني ابن كثير -: ((إسناده غريب من هذا الوجه ولكن له شواهد كثيرة من وجوه أخر)) .