للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضرب له هذا المثل الشعري الإلحادي.

الله أكبر ودينه الإسلام أعلى وأظهر وأذكى وأطهر وأعز وأقهر من تشبيه هذا المعتزلي الرافضي - لا السني (١) - له بضرطة أنثى المعز وقلامة الظفر.

نعم إن دينًا سماه الله دينه وأتمه وأكمله ووصفه بما وصفه ووعد بإظهاره على الدين كله وإتمام نوره بقدرته وفضله، وبعث به خير خلقه محمدًا رسول الله وخاتم النبيين ورحمته للعالمين، وجعل ملته هي الباقية إلى يوم الدين وأيده بملائكته فوق تأييده بالمؤمنين، وإن دينًا هذا شأنه يجب على كل مؤمن به أن يوقن أنه أجل وأكبر وأعظم وأعلى وأسمى وأرفع وأمنع من أن يتوقف ظهوره ونوره ونصره وبقاؤه على جهاد أي فرد من أفراد المؤمنين، وأن يكون من امتهنه بأنه لولا فلان من أتباعه لكان كضرطة أنثى المعز أو قلامة الظفر التي تلقى وتداس بالنعال جديرًا بأن يكون من أجهل الناس به وأبعدهم عن الإيمان به واتباعه (٢) ، وإن وَصَفَهُ مجتهدُ الشيعة بأنه من المعتزلة علماء السنة، ومتى


(١) قائل هذه الأبيات هو عبد الحميد بن أبي الحسين المعروف بابن أبي الحديد المعتزلي، وهو رافضي أورده القمي في كتابه الكنى والألقاب ١/١٨٥ قائلاً: ((ولد في المدائن وكان الغالب على أهل المدائن التشيع والتطرف والمغالاة فسار في دربهم وتقيل مذهبهم ونظم العقائد المعروفة بالعلويات السبع على طريقتهم وفيها غالي وتشيع وذهب الإسراف في كثير من الأبيات كل مذهب. . . ثم خف الى بغداد وجنح إلى الاعتزال)) .
وقال الخوانساري في روضات الجنات ٥/١٩: ((هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين، مواليا لأهل بيت العصمة والطهارة، وإن كان في (زي!) أهل السنة والجماعة)) . وانظر: الذريعة لآغا بزرك الطهراني٤١/١٥٨
ومن أبياته المذكورة في مصادر ترجمته قوله في مدح علي رضي الله عنه:
علم الغيوب إليه غير مدافع ... والصبح أبيض مسفر لا يدفع
وإليه في يوم المعاد حسابنا ... ... وهو الملاذ لنا غداً والمفزع
ورأيت دين الاعتزال وإنني ... ... أهوى لأجلك كل من يتشيع
ولقد علمت بأنه لا بد من ... ... مهديكم وليومه أتوقع
(٢) هل يرضى الشيعة أن تُعكَس العبارة فيقال: لولا الإسلام لكان علي كعطة عنز أو قلامة ظفر؟!
لا شك أنهم سيرون ذلك طعناً في علي رضي الله عنه وحده، كما أن بقية المسلمين يرون في كلام الشيعة السابق - والذي استشهد به عالمهم آل كاشف الغطاء - طعناً في دين الإسلام كله وليس مقتصراً على شخصية من شخصيات الإسلامية كعلي رضي الله عنه، والذي لولا الإسلام لما كان له بل ولا لعرب الحجاز ذكر.
{هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً} ، {من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً} ، {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد. إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد، وما ذلك على الله بعزيز} .

<<  <  ج: ص:  >  >>