أبي بكر الصديق الذي كان أول من آمن به ممن دعاهم إلى الإسلام بعد أهل بيته وهم: زوجه خديجة، وعتيقه زيد بن حارثة، وربيبه علي وكان دون البلوغ.
وهؤلاء قد علموا بنبوته (صلى الله عليه وسلم) وصدقوه قبل أن يأمره الله بالدعوة.
فكان أبو بكر صاحبه الملازم ومستشاره الدائم، ووزيره الأكبر وموضع سره، وإنما كان رضي الله تعالى عنه أول من أسلم؛ لأنه كان أشد هذه الأمة استعداداً لنور الإسلام بسلامة فطرته وطهارة نفسه، وقوة عقله، وعرفانه بفضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة.
وقد كان صديقه من سن الشباب، وروى ابن إسحاق أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يعرض الإسلام على أحد إلا وكان له فيه كبوة إلا أبا بكر رضي الله عنه. (١)
وإننا نذكر أصح ما أورده نقاد المحدثين من خبر الهجرة، وأوضحه وأبسطه: ما رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد والبخاري وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها فنبدأ به، ونقفي عليه بأحاديث أخرى من الجامع الصحيح غير ناظرين إلى روايتها في غيره، ثم نشير إلى غيرها.
قال البخاري في كتاب الهجرة من صحيحه [برقم: ٣٩٠٥] : (حدثنا