للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحيي بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل قال ابن شهاب: فأخبرني عروة ابن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجراً نحو أرض الحبشة، حتى بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة (١) فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي.

قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على


(١) برك الغماد: موضع على خمس ليال من مكة بطريق اليمن وقيل أقصى هجر، وقيل أقصى اليمن. وكان يضرب به المثل في البعد أو المشقة، كما يفهم من كلام بعض الأنصار في قصة بدر. وقيل إنه كان يشبه بجهنم، وبرك بفتح فسكون والغماد بالكسر على الأشهر، وضم الغين بعضهم، والدغنة بضم الدالالمهملة عند أهل اللغة وبفتح أوله وكسر ثانيه عند الرواة وتخفيف النون، وشددها بعضهم والقارة قبيلة مشهورة كان يضرب بهم المثل في قوة الرمي بالسهام. (ر)

<<  <  ج: ص:  >  >>