(٢) العراق هو جرح غائر في أعماق الأمة الإسلامية ولم يندمل بعد، ولو قلب المتأمل نظره في الأخبار والنشرات التي تصدر عن الأوضاع في العراق لما أعجزه أن يقف على حجم المأساة التي لا تسع مؤلفات بسط القول فيها. (٣) المنار: الإنصاف أن الدولة العثماية هي التي أثارت عصبية الشيعة عليها بحروبها لدولة إيران وما زالت السياسة تستخدم الدين لأهواء أهلها. (ر)
أقول: واجهت الدولة العثمانية عدة تمردات من قبل الشيعة، منها: ما قام به بابا ذو النون عام ١٥٢٦م في عهد سليمان القانوني في منطقة يوزغاد حيث جمع هذا البابا مابين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ثائر وفرض الخراج على المنطقة، وقويت حركته حتى أنه استطاع هزيمة بعض القواد العثمانيين الذين توجهوا لقمع حركته، وانتهت فتنة الشيعة هذه بهزيمة بابا ذو النون وأرسل رأسه الى استانبول. وهناك أيضاً تمرد آخر كان على رأسه قلندر جلبي في منطقتي قونية ومرعش وكان عدد أتباعه ٣٠. ٠٠٠ شعياً قاموا بقتل المسلمين السنيين في هاتين المنطقتين. ويقول بعض المؤرخين أن قلندر جلبي جعل شعاره أن من قتل مسلماً سنياً ويعتدي على امرأة سنية يكون بهذا قد حاز أكبر الثواب. انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، د. محمج حرب، ص٩١. كما أنه في الوقت الذي كانت الدولة العثمانية تستمر في الفتوحات كانت الضربات والطعنات تأتيها من الخلف اضطرت الدولة العثمانية أن تترك للدولة الصفوية الاثنا عشرية جميع الأقاليم والبلدان والقلاع والحصون التي فتحها العثمانيون في عهد السلطان الغازي سليمان الأول بما فيها مدينة بغداد. وهذه أول معاهدة تركت فيها الدولة بعض فتوحاتها وكانت فاتحة الانحطاط والضعف وأول المعاهدات التي دلت على ضعف الدولة العثمانية. انظر: تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص٢٧٢.