ولأجل هذا الأمر - الذي كانوا فيه أقرب لأهل السنة - نجد أن علماءً من الإمامية الاثنا عشرية قد أطلقوا فيهم الأحكام الجائرة من التكفير والاتهام بأنهم نواصب، فيروون عن أبي عبد الله جعفر بن محمد رحمه الله أنه قال: ((الزيدية هم النصاب)) ، ويروون عنه أنه قال: ((الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة واحدة)) رجال الكشي ص (١٩٩، ٤٥٦) . ... ويروون عن عبد الله بن المغيرة قال: قلت لأبي الحسن - وهو موسى الكاظم بن جعفر رحمه الله -: إنّ لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بدّ من معاشرتهما فمن أعاشر؟ فقال: هما سيان ... )) ثم قال: ((إنّ هذا نصب لك، وهذا الزّيدي نصب لنا)) . الكافي/ كتاب الرّوضة: ١٢/٣٠٤ (مع شرحه للمازندراني) . والخلاصة من ناحية الروايات هي كما قال المجلسي في بحار الأنوار ٣٧/٣٤: ((كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم)) . وقد وقع خلاف (فقهي!) في طهارة المخالفين، فبينما يقول البحراني في الحدائق الناظرة: ((ينبغي أن يعلم أن جميع من خرج عن الفرقة الإثنى عشرية من أفراد الشيعة كالزيدية والواقفية والفطحية ونحوها إن حكمهم حكم النواصب فيما ذكرنا)) ثم بعد أن أشار إلى روايات في هذه المسألة قال: ((ولهذا نقل شيخنا البهائي (قدس سره) في مشرق الشمسين أن متقدمي أصحابنا كانوا يسمون تلك الفرق بالكلاب الممطورة أي الكلاب التي أصابها المطر مبالغة في نجاستهم والبعد عنهم)) . بينما يخالفه أبو القاسم الخوئي في كتاب الطهارة (٢ / ٨٧) فيقول: ((فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثنى عشرية وإسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم وان كان جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة)) . ..