فالفقيه لا ينقل قول (الإمام) ، إنما لكل فقيه رسالة عملية وفتاوى تمثل رأيه هو، وليس رأي (الإمام) أو قوله، ولكل فقيه مجموعة من المقلدين لا يجوز لأحدهم تقليد غيره! ولو كانت أقوال الفقهاء تمثل قول (الإمام) أو هي قول (الإمام) نفسه لكانت واحدة فلم تختلف، ولما حرموا على المقلِّد تقليد غير مقلَّده. وهذه أدلة واضحة واقعية وملموسة على أن يتكلم عنهم الشيخ المؤلف رحمه الله إنما يتبعون فتاوى الفقهاء لا أقوال الأئمة، وهذا يجعل دعواهم باتباع جعفر أو أخذهم بـ (الفقه الجعفري) فارغاً لا معنى له، وينقضه من الأساس، فإذا كان الإمامية في واقعهم العملي يأخذون بأقوال المجتهدين فما فضلهم على بقية المذاهب الفقهية الإسلامية الذين يأخذون بأقوال المجتهدين أيضاً؟! فإن قيل: إن فقهاءنا يجتهدون في ضوء قول (الإمام) قلنا: وفقهاء بقية المذاهب يجتهدون في ضوء قول النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولا شك أن قول النبي أكثر إشعاعاً وإشراقاً من قول (الإمام) . وهذه مزية وفضيلة لبقية المذاهب تفتقدها المذاهب الفقهية الإمامية جميعاً! هذا على افتراض صحة الرواية عن (الإمام) ، فكيف إذا كان غالب ما يروى ينبغي أن يطوى ولا يحكى؟! انظر للتوسع والاستزادة: "أسطورة المذهب الجعفري" لفضيلة الشيخ د. طه حامد الدليمي حفظه الله.