للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك ما أملوه من الملك وقهر علي بن أبي طالب وأولاده الذين هم أعدى أعدائهم ويخافون منازعتهم في الملك ولهم عندهم ثارات بدر وغيرها، ولم يكتفوا بهذا حتى أمروا بِسَبِّ علي بن أبي طالب على جميع منابر الإسلام) (ص٩ و١٠) .

وبعد إطالته في وصف هذه العداوة مدة ملك بني أمية وجملة من ملك بني العباس الذين قال فيهم: (إنهم لم يكونوا أقل تشددًا في قهر العلويين وإيذاء من ينسب إليهم من الأمويين حتى قل المنتسبون إلى أهل البيت بالنسبة إلى غيرهم وتستروا واختفوا خوفًا على دمائهم وكثر المائلون إلى الأمويين والعباسيين والمتقربون منهم رغبًا أو رهبًا) .

وذكر أن أهل البيت كانوا يخفون علومهم ثم أظهروها في آخر مدة ملك بني أمية وأول ملك بني العباس لقلة الضغط، فظهر مذهب أهل البيت في عهد الإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق الذي نسب إليه مذهب الشيعة في الفروع. (١)

قال: (ثم صار المنتسبون إلى أهل البيت عليهم


(١) إن حقيقة الفقه الشيعي أو ما يسمى بـ (المذهب الجعفري) الذي نُسب إلى جعفر الصادق رحمه الله في الفروع لا يتعدى أقوال وفتاوى الفقهاء والمجتهدين! فليس (فقه جعفر) في الواقع هو أقوال أو فتاوى الإمام جعفر الصادق أو أي (إمام) من (أئمة) أهل البيت الاثني عشر.
فالفقيه لا ينقل قول (الإمام) ، إنما لكل فقيه رسالة عملية وفتاوى تمثل رأيه هو، وليس رأي (الإمام) أو قوله، ولكل فقيه مجموعة من المقلدين لا يجوز لأحدهم تقليد غيره! ولو كانت أقوال الفقهاء تمثل قول (الإمام) أو هي قول (الإمام) نفسه لكانت واحدة فلم تختلف، ولما حرموا على المقلِّد تقليد غير مقلَّده.
وهذه أدلة واضحة واقعية وملموسة على أن يتكلم عنهم الشيخ المؤلف رحمه الله إنما يتبعون فتاوى الفقهاء لا أقوال الأئمة، وهذا يجعل دعواهم باتباع جعفر أو أخذهم بـ (الفقه الجعفري) فارغاً لا معنى له، وينقضه من الأساس، فإذا كان الإمامية في واقعهم العملي يأخذون بأقوال المجتهدين فما فضلهم على بقية المذاهب الفقهية الإسلامية الذين يأخذون بأقوال المجتهدين أيضاً؟! فإن قيل: إن فقهاءنا يجتهدون في ضوء قول (الإمام)
قلنا: وفقهاء بقية المذاهب يجتهدون في ضوء قول النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولا شك أن قول النبي أكثر إشعاعاً وإشراقاً من قول (الإمام) . وهذه مزية وفضيلة لبقية المذاهب تفتقدها المذاهب الفقهية الإمامية جميعاً!
هذا على افتراض صحة الرواية عن (الإمام) ، فكيف إذا كان غالب ما يروى ينبغي أن يطوى ولا يحكى؟! انظر للتوسع والاستزادة: "أسطورة المذهب الجعفري" لفضيلة الشيخ د. طه حامد الدليمي حفظه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>