قَرَّظْنا في الجزء السابق هذه الرسالة التي ألفها علامة الشيعة ومجتهدها الشيخ محمد آل كاشف الغطاء الشهير؛ لدعوة أهل السنة إلى مذهبه ونشرها الأستاذ اللبيب الأريب زميلنا صاحب مجلة العرفان، ورأينا من الواجب علينا أن نكتب مقالاً آخر نبين به بعض ما انتقدناه عليها من جهة الغلو الذي اعتاده علماء الشيعة حتى صارت العادة عندهم عبادة، ومن ناحية ضعفهم في علم الحديث ولا سيما روايته وما يصح منه وما لا يصح بحسب أصول العلم وقد نشير إلى ناحية ثانية هي ناحية التاريخ، ولا نعرض للخوض في مسألة الإمامة ولا مسألة عصمة الاثني عشر التي هي أساس المذهب؛ لأنها مفروغ منها في المؤلفات القديمة وليست عملية في هذا الزمان، وما كان الجدال في أصول المذاهب إلا ضررًا لأهله في دينهم ودنياهم في كل زمان، وشر ضرره تفريق الكلمة وتمزيق نسيج الوحدة؛ لأنه مبني على عصبية المذاهب،