وقد ألف يوسف البحراني - الذي ترجم له آية الله جعفر السبحاني في "تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره ص٤٠٣" بقوله: (هو المحدّث الكبير، والفقيه المتبحّر، الجامع بين التوغّل في الحديث والاِحاطة بالفروع) - كتاباً أسماه الشهاب الثاقب في معنى الناصب يقول فيه ص١٤٤: ((وبالجملة فالمستفاد من الأخبار أنّ محبتهم عليهم السلام - يعني الأئمة الاثنا عشر - إنما هي عبارة عن القول بإمامتهم، وجعلهم في مرتبتهم، وأنّ اعتقاد تأخيرهم عن تلك المرتبة وتقديم غيرهم عليهم بغض وعداوة لهم صلوات الله عليهم، فما يدّعيه بعض المخالفين من المحبة أو يدّعيه بعض أصحابنا لهم، دعوى لا دليل لها ولا برهان بل الدليل على خلافها واضح البيان، كما دريته من أمثال هذه الأخبار الحسان)) . اهـ ويقول نعمة الله الجزائري في "الأنوار النعمانية ٢/٣٠٧" ما نصه: ((ويؤيد هذا المعنى أنّ الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله مع أنّ أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له انقطاع إليهم وكان يُظهر لهم التودد)) . اهـ ولن تجد مغالياً في الحب يرضى بحب من لم يكن مغالياً مثله.