(٢) أخرجه ابن ماجه (١٥٤) عن أنس رضي الله عنه لكن بلفظ: ((أرحم أمتي أبو بكر ... وأقضاهم علي)) ، وهو ضعيف والصواب إرساله كما ذكر ذلك الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص ١٧٤ ط: العلمية) ، وقد برهن على ذلك بكلام علمي نافع الحافظ الشاب محمد ابن عبد الهادي رحمه الله حيث ألف جزءاً خاصاً في إثبات هذا الأمر. (٣) سبب قول عمر رضي الله عنه - فيما يروون - أن عمر رضي الله عنه أمر برجم مجنونة فقال له علي رضي الله عنه: ((إن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق..)) فأمسك عمر وقال: ((لولا على لهلك عمر)) وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة عن هذه العبارة: ((والجواب: أن هذه الزيادة ليست معروفة في هذا الحديث)) . وممن أشار إلى - تلك الزيادة دون ذكر إسنادها - ابن عبد البر في الاستيعاب (٣/١١٠٣) ، وقد ذكر المحب الطبري في الرياض النضرة جـ٢ ص (١٦١) قصة أخرى وعزاها إلى كتاب العقيلي وهو في الضعفاء أصلاً، وإلى ابن السمان في الموافقة ولا يوجد منه إلا مختصره للزمخشري. (٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٢/٣٣٩) عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن. وفي سنده: "مؤمل بن إسماعيل" قال البخاري: (منكر الحديث) . انظر: لسان الميزان (٧/٤٧٢) .
وهاتين العبارتين على - فرض صحتهما - تدلان على الأهمية والمكانة والرأي المعتبر لعلي رضي الله عنه لدى من سبقه من الخلفاء، كما أنها تتعارض تماماً مع دعو أنهم أبعدوا علي بن أبي طالب فنبذوه وتركوه حبيس داره، ولم يشركوه في شئ من أمرهم طيلة ربع قرن، ليذلوه ويحقروه، ويبعدوا الناس عنه! لكن هل نظر القوم إلى هذه العبارة - على فرض صحتها - تلك النظرة التي أشرتُ إليها، كلا بل على العكس! حيث استعملوها بالمقلوب واعتبروها أدلة على جهل عمر