للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دأماء (١) .

وقد تبين بها حال دعوى الرافضي في تلقي دينهم عن العترة. (٢)

والعبد كتب عليهم عدة ردود قبل نحو عشرين سنة، وشكوا عَلَيَّ إلى شاه العجم ناصر الدين (وهو خاذله) وكتب علي إلى السلطان المخلوع فصادرت الحكومة ما وجدوه من كتبي المطبوعة في الهند وهذا الرافضي له علم بما جرى فلا لوم عليه إن نبذني بما نبذني. (٣)

***

[طعن الشيخ محسن في الوهابية:]

كل أحد يعلم أنه لا حقيقة له عندهم بل دل على جهله، على أن زخرفة القبور حرام لدى كافة المسلمين (٤) ، وهم أول من ابتدع ذلك وسرى إلى غيرهم، والرافضة يصرحون في كتبهم - وقد رأيته بعيني - أن زيارة قبور الأئمة أفضل من سبعين حجة (٥) ، ولذلك تراهم يطوفون عليها (٦) ، ويطلبون جميع حوائجهم منها، وبنوا عليها القباب من الذهب وعلقوا عليها كل


(١) أي كحسوة طائر من بحر. (ر)
(٢) وستأتي في ص إحصائية مهمة حول هذا الموضوع.
(٣) حول هذه المؤلفات وغيرها يُراجع كتاب " جهود أبي الثناء الآلوسي في الرد على الرافضة " تأليف د. عبد الله البخاري، وهي رسالة مطبوعة ومتداولة.
(٤) انظر: السيل الجرار للشوكاني ص ٢٢٥ ط: ابن حزم، فتاوى كبار علماء الأزهر حول الأضرحة والقبور ص٤١ ط: دار اليسر.
(٥) الروايات في هذا كثيرة عند الاثنا عشرية، منها ما جاء في وسائل الشيعة (١٠/٣٥١-٣٥٢) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من زاره - يعني الحسين - بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي، قالت: يا رسول الله حجة من حججك، قال: نعم وحجتين، قالت: وحجتين؟ قال: نعم، وأربعاً فلم تزل تزده وهو يزيد حتى بلغ سبعين حجة من حجج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآله بأعمارها)) .
وتدل رواية أخرى إلى أن: ((من زار قبر أبي عبد الله كتب له ثمانين حجة مبرورة)) ، وتزيد رواية أخرى على ذلك فتقول: ((من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقه كان كما حج مائة حجة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم)) . انظر: وسائل الشيعة (١٠/٣٥٠) ، كامل الزيارات ص١٦٢ وأعتقد أنه لو اكتفى القارئ بالاطلاع على فهرس محتويات كتاب " كامل الزيارات " لابن قالويه - الذي وثق رواة كتابه هذا - لهاله ما سيراه.
يقول آيتهم عبد الحسين د ستغيب: ((لقد جعل رب العالمين لطفاً بعباده زيارة قبر الحسين عليه السلام بدلاً من حج بيت الله الحرام ليتمسّك بها من لم يوفق إلى الحج، بل إن ثوابه لبعض المؤمنين وهم الذين يراعون شرائط الزيارة أكثر من ثواب الحج كما هو صريح كثير من الروايات الواردة في هذا المعنى)) . الثورة الحسينية لدستغيب ص١٥ ط دار التعارف بيروت.
ويقول شيخهم الفيضي الكاشاني في التعليق عما تذكره رواياتهم من فضائل زيارة قبر الحسين: (إن هذا ليس بكثير على من جعله الله إماماً للمؤمنين، وله خلق السماوات والأرضين، وجعله صراطه وسبيله، وعينه، ودليله، وبابه الذي يؤتي منه، وحبله المتصل بينه وبين عباده من رسل وأنبياء، وحجيج وأولياء هذا مع أن مقابرهم - رَضِيَ الله عَنْهُم - فيها أيضاً إنفاق أموال، ورجاء آمال، وإشخاص أبدان، وهجران أوطان، وتحمل مشاق، وتجديد ميثاق، وشهود شعائر، وحضور مشاعر) . الوافي، المجلد الثاني، (٨/٢٢٤)
(٦) بل زعم أولئك الغلاة بأن علي الرضا بن موسى الكاظم رحمه الله كان - على حد زعمهم - يطوف بقبر رسول صلى الله عليه وسلم، وزعموا أنهم استنبطوا أحكام هذا (النسك!) منه! انظر: بحار الأنوار (١٠٠/١٢٦- ١٢٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>