وقد علل في آخر سورة النحل بمعية الله تعالى للمتقين والمحسنين، وعلل هنا بالمعية التي هي أخص منها وأعلى كما تقدم شرحه.
(الثالثة عشرة) : أن القرآن كلام الله تعالى، وهو أكمل كتاب أنزله الله تعالى على خاتم رسله لهداية البشر كافة، فهو يمدح الإيمان والأعمال الصالحة والصفات الحميدة وأهلها، ويذم الكفر والشرك والأعمال السيئة والصفات القبيحة وأهلها، ولا ترى فيه مدحاً لشخص معين من هذه الأمة غير رسولها صلى الله عليه وسلم إلا لصاحبه الأكبر أبي بكر رضي الله عنه، ولا ذما لشخص معين من الكفار غير أبي لهب وامرأته.
فاختصاص أبي بكر بالمدح من رب العالمين في هذه الآية منقبة لا يشاركه فيها أحد من هذه الأمة تدل على فضله على كل فرد من أفرادها.
وهذا المعنى - أي الاختصاص - غير موضوع المدح المتقدم تفصيله؛ فهو يجعل قيمته مضاعفة؛ إذ لو كان في التنزيل مدح لغيره كالأحاديث الشريفة الواردة في فضائله وفضائل آخرين من أهل بيته صلى الله عليه وسلم