(٢) من الجدير بالذكر هنا هو أن اتهام مكفري الصحابة لعمر رضي الله عنه بالجبن ونحوه يوقعهم في تناقض مع أنفسهم؛ حيث يدَّعون أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان جباناً فلم يقتل أحداً في بدر أو أحد أو الخندق أو حنين - التي فر فيها كما يزعمون هنا - أو أي غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم. لكن في المقابل تبلغ بعمر الشجاعة والقوة أن يحرق بيت الشجاع وهو علي بن أبي طالب رضي الله! ويضرب - كما يعتقد أولئك القوم - زوجته فاطمة رضي الله عنها فيكسر ضلعها ويقتل جنينها! فماذا فعل علي بعد ذلك لعمر؟ لا شيء سوى الصمت! بل نجد أن علياً رضي الله عنه هو الذي يخاف على نفسه من ذلك الجبان، فيُغْصَبُ فرج ابنته أم كلثوم رغماً عنه حتى استفاض في أخبارهم قول جعفر الصادق كما في فروع الكافي (٢/١٠) : ((ذلك فرج غصبناه)) والعياذ بالله، وغيرها من الحوادث التي تتناقض مع مرويات كثيرة في وصف شجاعة علي - رضي الله عنه - وقدراته الهائلة وبطولته وأن الإسلام لم يقم إلا بسيفه..! (٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢ / ٩٥ ط: الميمنية) ، والترمذي (٣٦٨١) ، وانظر: السلسلة الصحيحة (٣٢٢٥) (٤) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (٤٤ / ٢٥ - ٢٦) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة () وابن سعد في الطبقات (٣ / ٢٦٧) عن سعيد بن المسيب وحسَّن الحافظ إسناده في الإصابة (ج ٤ ص ٢٨٠ ط: الشرفية) . (٥) ذكره بهذا اللفظ الحافظ ابن حجر في الإصابة (ج ٤ ص ٢٧٩) ، وقد أخرجه البخاري (٣٦٨٤) بلفظ: ((ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر)) .