للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقف عليها ابن تيمية، فثنى إحدى رجليه على الأخرى وأجاب في مجلسه قبل أن يقوم بمائة وتسعة عشر بيتًا أولها:

سؤالك يا هذا سؤال تعنت ... يخاصم رب العرش باري البرية

وكان يقول: أنا ما قرأت في الأقفاص)) .

وقال شيخ شيوخنا الحافظ أبو الفتح [اليعمري] (١) في ترجمة ابن تيمية: ((حدا بي (يعني (٢) المزي) على رؤية الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين، فألفيته ممن أدرك من العلوم حظًّا، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظًا، إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل لم ير أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه، كان يتكلم في التفسير، فيحضر مجلسه الجم الغفير، ويروون من بحر علمه العذب المنير، ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير، إلى


(١) في الطبعة السابقة لهذا الكتاب: ((العمري)) والصواب هو المثبت أعلاه فهو أبو الفتح محمد بن محمد اليعمري المصري الشافعي، وانظر عبارته في الثناء على شيخ الإسلام ابن تيمية في المعجم المختص للحافظ الذهبي (ص ٢٥ ترجمة ٢٢) ، العقود الدرية للحافظ ابن عبد الهدي ص١٠، والرد الوافر لابن ناصر الدين ص ٢٦.
(٢) في الأصل: (يعيش المزي) فعلق الشيخ رشيد رضا: ((لعله يوسف))

<<  <  ج: ص:  >  >>