للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البديعة، أبو العباس ابن تيمية.

وقرأت بخط الشيخ برهان الدين محدِّث حلب، قال: اجتمعت بالشيخ شهاب الدين الأذرعي سنة ٧٩ لما أردت الرحلة إلى دمشق، فكتب لي كتبًا إلى الباسوقي والحسباني وابن الجابي وابن مكتوم وجماعة الشافعية إذ ذاك، فحصل لي بذلك منهم تعظيم، وذكر لي في ذلك المجلس الشيخ تقي الدين بن تيمية وأثنى عليه وذكر لي شيئًا من كراماته، وذكر أنه حضر جنازته، وأن الناس خرجوا من الجامع من كل باب، وخرجت من باب البريد، فوقعت سرموذتي فلم أستطع أن أستعيدها، وصرت أمشي على صدور الناس، ثم لما فرغنا ورجعت لقيت السرموذة، وذلك من بركة الشيخ رحمة الله تعالى (١) . انتهى.

(يقول أبو محمد شفيع (٢) صاحب المنار) : هذا ما قال الحافظان الذهبي وابن حجر وما نقلاه من ثناء الحفاظ والمؤرخين المنصفين في شيخ الإسلام أحمد تقي الدين بن تيمية، وما نقلاه من تقولات حُساده وخصومه من المشايخ المقلدين الجامدين، وما حققه بعضهم


(١) إن قول القائل: ((هذا من بركة فلان. . أو من بركة الشيخ. . ونحو ذلك. هو كلام صحيح باعتبار، باطل باعتبار.
فأما الصحيح فله صور منها أن يراد به أنه هدانا وعلمنا وأمرنا بالمعروف، ونهانا عن المنكر، فببركة اتباعه وطاعته حصل لنا من الخير ما حصل، فهذا كلام صحيح، وأما المعنى الباطل فله صور منها: أن يكون رجل ميتاً أو مقبوراً بمكان فيظن أن الله يتولاهم لأجله، مع غض النظر عن كونهم قائمين بطاعة الله ورسوله، فهذا جهل. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم - مدفون بالمدينة عام الحرة، وقد أصاب أهل المدينة من القتل والنهب والخوف ما لا يعلمه إلا الله. انظر: مجموع الفتاوى (١١ / ١١٣) .
(٢) هذه كنية الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله، وقد تكلم الشيخ عن ولادة ابنه محمد شفيع كما في مجلة المنار مج ١٨ ص ٥٦٠، وقد بعث إليه إسماعيل بك عاصم قصيدة في تأريح مولده في مجلة المنار مج ١٨ ص ٦٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>