للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستدلال، وترتيب الأشكال، وقد عمد بعض النواصب إلى الحط من هذه الكرامة. فزعم أنه صلى الله عليه وسلم إنما أراد بأنه نفسه ومنه هو القرب في النسب دون الفضيلة، مدعياً أن من عادة العرب إذا أراد أحدهم أن ينبذ عهداً نبذه بنفسه، أو أرسل به أقرب الناس إليه- الخ ما خالط به، وبني على زعمه هذا أن العباس أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من علي نسباً، فلماذا لم يرسله بهذا التبليغ، مع علمه بأنه لم يقل أحد من أهل السنة بأنه لابد من الأقرب، بل قالوا: إن التبليغ في مثله لعاقد العهد عصبته الأقربين، ولا بأن الرواية بمعنى ما زعمه)) .

(وأقول) في قلب شبهته هذه حجة عليه:

(أولا) : إن هذا الشيعي المتعصب اختار رواية السدي من روايات في المسألة لأنها تحتمل من تأويله وغلوه ما لا يحتمله غيرها.

(ثانياً) إن السدي قال هذا القول من عند نفسه، ولم يذكر له سنداً إلى أحد من الصحابة. (١)

(ثالثاً) إن ما ذكرناه من الروايات الصحيحة عن على


(١) لذا فإن إسناد هذه الرواية ضعيف لأمرين:
الأولى: الإعضال؛ فإن السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن إنما يروي عن الصحابة بواسطة التابعين.
والثانية: فيه أسباط وهو صدوق كثير الخطأ، يغرب كما في " التقريب ".

<<  <  ج: ص:  >  >>