للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكمة فتحبسها علي، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي (١) حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتى فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها: أضرهم أم لا فخرج الذي أكره، فركبت فرسي وعصيت الأزلام (٢)

تُقَرِّبُ بي، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت،


(١) رفعتها: أسرعت بها السير، والتقريب فوق السير المعتاد ودون العدو، وقيل في صفته: أن تضع الفرس يديها معًا وترفعهما معا. (ر)
(٢) الأزلام جمع زلم كقلم لفظًا ومعنى، وتسمي السهام والقداح جمع قدح بالكسر، وهي من الخشب على أحدها: "نعم"، وعلى الثاني "لا"، والثالث غفل، يستعملونها للاستخارة التي يسمونها الاستقسام أي معرفة القسمة والحظ كما تقدم في أوائل سورة المائدة.
وقوله: (خرج الذي أكره) يريد أنه خرج السهم الذي فيه النهي عن إضرارهم فعصاه لشدة حرصه على أخذ الجعل من قريش وهو مائتان من الإبل. (ر)

<<  <  ج: ص:  >  >>