وهكذا ينتقصون من أفعال الصحابة وإن كانت عظيمة وكبيرة ويرفعون من شان أفعال أهل البيت وان كانت أهون من غيرها. فقللوا - كما أشار المؤلف رحمه الله - من شأن هجرة أبي بكر مع النبي وتحمله المصاعب والأهوال وحطوا من شانه وأصبحت الآية النازلة في حقه والدالة على فضله وعلو منزلته دليلاً على كفره ونفاقه!
لو كان في الهجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم علي بدلاً من أبي بكر وكان العكس هو الذي قد حصل فكان علي- رضي الله عنه - هو الذي رافق النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته وكان معه في الغار ونزلت بحقه الآية لقالوا: والله لا احد يعرف سر هذا الثالوث المقدس!! ولتحولت هذه المنقصة التي حمّلوها - كذباً وتدليساً - هذه الآية، إلى منقبة ما بعدها منقبة، ولكتبوا عنها الكتب والمجلدات التي تسير بها الركبان، ولجعلوا لها من الأسماء الرنانة ما تندهش له العقول، ولكن المشكلة هي في اختلاف الأسماء فقط!