التفضيل على بابه أم لا، ولكن لا ندري متى قال ابن مسعود هذا؟ هل قاله في زمن عمر أو بعده.
وأما ما ذكره صاحب مجلة العرفان من قول عمر فهو لم يروَ بسند صحيح، وإنما ذكره بعضهم فيما يتساهلون فيه من رواية المناقب. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنه لم يذكر عنه إلا في قضية إن صح، وكان عمر يقول مثل هذا لمن دون علي كما قال للمرأة التي عارضته في الصداق: امرأة أصابت وأخطأ عمر. (١)
وبيَّن في (منهاج السنة) بالشواهد أنه كرم الله وجهه لم يكن أقضى الصحابة رضي الله عنهم، وفيه نظر.
وأما الأحاديث الدالة على علم عمر في الصحاح والسنن فهي كثيرة: منها: موافقات رأيه للقرآن وكونه من المحدَّثين (بفتح الدالة المهملة) أي الملهَمين، وغير ذلك، ولسنا بصدد تفصيل هذه المسألة، وكذلك ما رُوي في قضائه باجتهاده وفي اتباع الصحابة له في مسائل متعددة، وكذلك المسائل التي كان يستشير فيها الصحابة.
(١) هي قصة ضعيفة لا تثبت سنداً، ولها ثلاثة أسانيد ذكر ابن كثير في تفسيره (١ / ٤٦٨) اثنين منها: أحدهما فيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف، والآخر فيه مصعب بن ثابت وهو ضعيف كذلك، وقد أخرج القصةَ عبد الرزاق في المصنف (٦ / ١٨٠) عن قيس بن الربيع عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عمر رضي الله عنه، وقيس ضعيف وأبو عبد الرحمن السُّلَمِي لم يسمع من عمر فيكون الإسناد ضعيفاً منقطعاً