للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثته في وجوب السعي للاتفاق، فوجدت رأيه موافقًا لرأيي (١)

، وقد اتفقنا يومئذ على كلمته في الطائفتين: (فرقتهما السياسة وستجمعهما السياسة) وسبق لي ذكر هذه الكلمة في المنار.

وقد علم هؤلاء وسائر قراء المنار أن الذي دعاني - بل دعَّنِي - إلى الرد على الشيعة بل غلاتهم الملقبين بالرافضة، ذلك الكتاب الخبيث الذي لفقه ملفقه في تكفير الوهابية كافة وشيخ الإسلام ابن تيمية وصاحب المنار خاصة، وما كان من تقريظ مجلة العرفان ونشرها له وعدم سماع كلمة من علماء الشيعة في الإنكار على ملفقه، دع فتنة العراق المشهورة، وذيولها بين الشيعة والنجديين، وكانت بدسائس المستعمرين.

ولكن جاءتني رسالة طويلة جدًّا في مناظرة طويلة لعالم سني مع بعض الشيعة في المحمرة لم أنشرها؛ لأنها تزيد الشقاق احتدامًا.


(١) هو أحد كبار علماء الشيعة في القرن التاسع عشر وهو آيتهم عبد الحسين العاملي، أو كما سمى نفسه حيث قال في هامش (١١٠/٣٠٢) من كتاب المراجعات: ( ... بتوقيع اسم مؤلفها: الحقير عبد الحسين شرف الدين الموسوي) .
وقد أشار الشيخ المؤلف رحمه الله في مجلة المنار مج ١٦ ص ٧٨٩ إلى كتاب عبد الحسين هذا المسمى بـ"الفصول المهمة في تأليف الأمة" فقال: ((اسم الكتاب يدل على موضوعه، ولو وافق الاسم المسمى لكان الكتاب من أحسن وأنفع ما كتب في هذا العصر، ولكن المؤلف نحا فيه منحًى لا يؤدي إلى الغاية المقصودة بحسب الظاهر، وسلك مسلك الدعوة إلى مذهبه، والإزراء بمذهب المخالف بأسلوب جديد في الدعوة)) .
وقد تحدث الدكتور الشيخ مصطفى السباعي عن تجربته مع عبد الحسين هذا فيقول في مقدمة كتابه السنة ومكانتها في التشريع ص١٧: ((في عام ١٩٥٣ زرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة وإن من أكبر العوامل في ذلك ... وكان عبد الحسين متحمساً لهذه الفكرة ومؤمنا بها، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة، ... ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم..)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>