(٢) ومن المواقف المروية عن عمر رضي الله عنه في هذا الباب أنه: عندما أراد أن يفرض للناس بعدما فتح الله عليه، وجمع الناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في كتاب الخراج لأبي يوسف (ص ٤٤ ط: المعرفة) وتاريخ ابن عساكر (١٤/٨٦) فقال عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: ابدأ بنفسك. فقال: لا والله، بالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بني هاشم رهطِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر رضي الله عنهم أجمعين لقرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء في سير أعلام النبلاء للذهبي (٣/٢٨٥) أنّ عمر - رضي الله عنه - كسا أبناء الصحابة، ولم يكن في ذلك مايصلح للحسن والحسين، فبعث إلى اليمن، فأُتي بكسوة لهما فقال: ((الآن طابت نفسي)) . وهكذا كل رجل منهم كان يدفع الفضل عن نفسه، وينسبه إلى صاحبه؛ إذ كان هاجسهم العمل وخدمة هذا الدين لا المفاضلة والافتخار على بعضهم البعض، وإني أقول هذا وأنا أعلم أنّ من الناس من سيقرأ كلام المؤلف هذا غير آبه به، فالقضايا الهامشية التي ننتقد التركيز عليها وإثارتها هي أكبر قضايا الإسلام عنده!