للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليكم مال كثير، فإن شئتم أن نعد لكم عددًا وإن شئتم أن نكيله لكم كيلاً؟ ثم ذكر مسألة إنشائه الديوان) .

أقول: أولاً: إن السيد نور الدين لعدم وقوفه على علوم الحديث ومصطلحات أهلها، يقول إذا نقل شيئًا عن كتاب: إن صاحبه موثق عند إخواننا، كما قال في ابن سعد، وإذا كان ابن سعد ثقة فلا يقتضي أن يكون كل ما يرويه صحيحًا، فهو يروي غير الصحيح كغيره من المحدثين، وعذره أنه يذكر السند الذي هو العمدة في تمييز الصحيح من غيره، وقد قال هو نفسه في محمد بن عمرو (١) راوي هذا الحديث:

كان كثير الحديث يستضعف، وقال فيه يحيى بن معين: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة. (٢) اهـ. أي مثل هذه الرواية.

ثانياً: إن هذه الرواية ليس فيها أدنى مطعن على علم عمر رضي الله عنه، ولا على فهمه، بل كل ما فيها أنه استكثر هذا المال أن يجيء من البحرين، فظن أن أبا هريرة مخطئ في بيانه لنعاس أو


(١) هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي قال عنه الحافظ في التقريب: ((صدوق له أوهام)) .
(٢) انظر: (تهذيب الكمال ٢٦ / ٢١٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>