للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعن ولا طالعت هذا الكتاب، ولكني أعلم كما يعلم العالمان الشيعيان وغيرهما أن مؤلفي كتاب فجر الإسلام وضحى الإسلام ليسا من دعاة مذهب السنة والرد على مخالفيه في ورد ولا صدر، وقد ذكر مؤلفها فيها أن الأستاذ أحمد أمين صاحبه اعتذر عما كتبه في الشيعة بأنه نقله عن بعض كتب التاريخ المشهورة التي اطلع عليها ولم يطلع على ما يخالفها (١)

، ثم أشار إلى ما يبرئهما من كل تعصب مذهبي أو غرض ديني، بل إلى ما هو شر من ذلك، وهو ما اشتهر عن أحدهما من الطعن في أصل الدين؛ إذ قال: ((ونحن لولا محافظتنا على مياه الصفاء أن لا تتعكر، ونيران البغضاء أن تتسعر، وأن تنطبق علينا حكمة القائل: لا تنه عن خلق وتأتي مثله، لعرفناه من الذي يريد هدم قواعد الإسلام بمعاول الإلحاد والزندقة، ومن الذي يسعى لتمزيق وحدة المسلمين بعوامل التقطيع والتفرقة)) . اهـ

وجملة القول: أنه ما كان ينبغي للعلامة كاشف الغطاء أن يوافق تلميذه السيد الحسني على ما رمى به أهل السنة مثقفيهم وعامتهم


(١) إن كتب أحمد أمين موجودة ومتداولة، وهو ينقل عن الكتب الشيعة فتراه ينقل كلام الكليني من الكافي، ويرجع إلى نهج البلاغة، وكتاب أعيان الشيعة، وكتاب حياة القلوب، وكتاب بحار الأنوار وكتاب وقفة الزائرين وجميعها للمجلسي، وغيرها من كتب الشيعة، فمن قرأ في هذه الكتب وعزا إليها يًستبعد جداً أن يبني كلامه على بعض كتب التاريخ المشهورة فقط!

وعلى كلٍ فأحمد أمين هو شخص متأثر بالمستشرقين كما ذكر الشيخ الذي ناقش شبههم وهو د. مصطفى السباعى رحمه الله وقال إن الدكتور على حسن عبد القادر عندما ألف كتاباً، وذكر فيه شبه المستشرقين، وطعنهم فى الإمام الزهرى، فثار عليه الأزهر، قال له الأستاذ أحمد أمين: " إن الأزهر لا يقبل الآراء العلمية الحرة، فخير طريقة لبث ما تراه مناسباً من أقوال المستشرقين ألا تنسبها إليهم بصراحة، ولكن ادفعها إلى الأزهريين على أنها بحث منك، وألبسها ثوباً رقيقاً لا يزعجهم مسها، كما فعلت أنا فى فجر الإسلام وضحى الإسلام "!

<<  <  ج: ص:  >  >>