للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومقاومة الجماهير لهم، ولا سيما جمعية الإرشاد، ونحن إنما انتقدناهم غيرة عليهم وعلى الدين الصحيح.

ثم ذكر هذا الداعية عقب ما تقدم أصول فقه أهل السنة والشيعة إجمالاً، ومنه انفراد الشيعة بأقوال أهل البيت وما استقل العقل بحسنه أو قبحه، وذكر بعد ذلك كثيرًا من علمائهم ومصنفاتهم بما لا يخلو من بحث ونظر، وهو قد وضح أصول الأحكام الدينية ومآخذ الأدلة في كتابه الجديد فنشير إلى بعض الدسائس في كلامه لا للرد عليه، فإن مثله لا يُنَاظَر، ولكن ليعرف أهل السنة دسائسه ولا يَغْتَرُّ غير الواقف على أصول الدين منهم بكلامه الموهم.

١ - قال في ص ٨٢ (الكتاب كلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم وهو قطعي السند؛ لاتفاق المسلمين كافة على أن ما بين الدفتين مُنَزَّل منه تعالى) .

ونقول: لكن رافضة الشيعة يزعمون أن ما بين الدفتين ليس كل كلام الله تعالى، بل حذف منه الصحابة بعض الآيات وسورة الولاية أي ولاية علي عليه السلام (١)

، ويزعمون أن عليًّا كتبه من نسخة كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم خصَّه بها وأمره أن يكتبه


(١) هذه السورة هي عبارة عن كلمات ملفقة من بعض ألفاظ القرآن، وموضوعها هو الأمر الذي أقلق الشيعة وهو خلو كتاب الله النص على الوصية لعلي بالإمامة، وتكفير الصحابة لعصيانهم الوصي، وقد ذكرها عدد من أبرز علماء الإمامية الاثنى عشرية ومنهم: المجلسي في تذكرة الأئمة ص٩، ١٠، وحبيب الله الهاشمي الخوئي في منهاج البراعة في شرح نهج البلاغه مؤسسة الوفاء - بيروت ج ٢ المختار الاول ص٢١٤.
ويقول النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص٢٤: ((نقصان السورة جائز كسورة الولاية)) ، وقد أورد في موضع آخر من الكتاب سورة مفتراة قال بأنه وجدها في كتاب " دبستان مذاهب " باللغة الإيرانية لمؤلفه محسن فاني الكشميري، وهو مطبوع في إيران طبعات متعددة، ونقل عنه هذه السورة المكذوبة على الله المستشرق نولدكه في كتابه "تاريخ المصاحف": ٢/١٠٢، ونشرتها الجريدة الآسيوية الفرنسية سنة ١٨٤٢م (ص٤٣١-٤٣٩) . انظر: الخطوط العريضة ص١٣.
ولم يجدها في غيره من كتب الشيعة، وقال: ((لعلها سورة "الولاية" التي أشار إليها بعض شيوخ الشيعة)) ، ثم نقل الطبرسي ما حُكي عن الشيخ محمد بن علي بن شهراشوب المازندراني أنه ذكر في كتاب المثالب أنهم أسقطوا من القرآن تمام سورة الولاية التي أورد نصها بتمامه في فصل الخطاب ص١٨٠ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>