للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علماء السوء انتشر هذا الضلال في كثير من بلاد الإسلام، وهذا السبب يحتاج إلى إفراد له وبسط الكلام فيه، وسيأتي إن شاء الله تعالى في مطلب قادم.

وهذه بعض الأمثلة على الأذكار البدعية التي انتشرت عند الطرق الصوفية وروجوا لها بين الناس حتى أقبلوا عليها كأنها سنة ثابتة عن النبي ، وذلك بسبب داء الجهل وعلماء السوء، بل فضلوها على كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" التي جاءت النصوص في الكتاب والسنة في فضلها.

ومن أمثلة الأذكار البدعية، كما في ذكرهم لله بالاسم المفرد (الله الله الله) أو بالضمير (هو هو هو) مع التكرار.

وأود هنا أن أنقل تلخيص الشيخ عبد الرزاق البدر لكلام شيخ الإسلام في الرد على هذه البدعة حيث يقول حفظه الله: " وقد فند شيخ الإسلام ابن تيمية دعاوى هؤلاء في ذكرهم المحدث هذا، وبين فساد ما قد يتشبثون به لنصرته وتقريره، قال : "وربما ذكر بعض المصنفين في الطريق تعظيم ذلك واستدل عليه تارة بوجد، وتارة برأي، وتارة بنقل مكذوب، كما يروي بعضهم أن النبي لقن علي بن أبي طالب أن يقول: " الله، الله، الله، فقالها النبي ثلاثاً ثم أمر عليا فقالها ثلاثا"، وهذا حديث موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، وإنما كان تلقين النبي للذكر المأثور عنه، ورأس الذكر لا إله إلا الله، وهي الكلمة التي عرضها على عمه أبي طالب حين الموت، وقال: "يا عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله"، وقال: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت إلا وجد روحه لها روحاً"، وقال: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"، وقال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"، والأحاديث كثيرة في هذا المعنى، ثم قال: فأما ذكر الاسم المفرد فلم يشرع بحال، وليس في الأدلة الشرعية ما يدل على استحبابه، وأما ما يتوهمه طائفة من غالطي المتعبدين في قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ ثُمَّ

<<  <   >  >>