للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والانتفاع بما فيها من الأموال، فهؤلاء الذين ابتليت بهم الأمة في الكثير من ديار المسلمين هم من جملة أسباب انتشار دعاء الموتى والاستعانة بهم.

وقد عكسوا القضية من حيث أن الله أمرهم بتبليغ الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما من شك أن أعظم المنكرات الشرك بالله تعالى.

قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ [آل عمران: ١٨٧].

وقد خاف الرسول على أمته من أئمة الضلال، فقال محذراً منهم: " وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ"الحديث (١).

وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ» (٢).

وقد وقع ما خاف منه النبي وحذر الأمة منه، فوقع في بعض فترات ضعف الأمة وغفلتها عن الاعتصام بالكتاب والسنة، تسلط بعض أئمة الضلال من الرافضة والباطنية والزنادقة، فنشروا العقائد الضالة والأفكار المنحرفة بكل ما أمكنهم من وسائل، فتسلطت الدولة العبيدية


(١) أخرجه أبو داود (٤/ ٩٨ ت محيي الدين عبد الحميد) ح (٤٢٥٢)، والترمذي (٤/ ٥٠٤ ت شاكر) ح (٢٢٢٩) وقال: "حسن صحيح"، والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (١٠/ ٤٣١) ح (٤٥٧٠)، والمستدرك على الصحيحين للحاكم - ط العلمية (٤/ ٤٩٦) ح (٨٣٩٠) وصححه ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٢٣٩) ح (٩٢١٥): " رواه أحمد ورجاله ثقات "، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٣٦٤) ح (١٧٧٣)، وقال الأرناؤوط في تحقيقه لسنن أبي داود ح (٤٢٥٢): "إسناده صحيح".
(٢) أخرجه أحمد في المسند (١/ ٢٨٩) ح (١٤٣)، وابن حبان في صحيحه (١/ ٢٨١)، ح (٨٠)، وقال في مجمع الزوائد (١/ ١٨٧) ح (٨٨٦): "رواه البزار وأحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون"، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ١٠٧) ح (٢٣٩)، وقال محقق مسند أحمد (١/ ٢٨٩): "سنده قوي".

<<  <   >  >>