للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١. وكذلك كان للصوفية دور كبير في نشر دعاء غير الله من الأولياء المقبورين، وكان منهم زنادقة تخفوا تحت مسمى التصوف ليتمكنوا من هدم الدين الحق في قلوب اتباعهم (١)، وكان لهم دور كبير في إبعاد الأمة عن عقيدة التوحيد وتزيين عقائد الشرك والتلبيس على الناس بأن ذلك هو الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وتزهيد الناس في العلم الصحيح الذي يرفع الجهل عنهم، وتنفيرهم من العلماء الصالحين العاملين، وإبعاد الناس عن الفهم الصحيح للقرآن والسنة بحجة صعوبة فهم القرآن والسنة، وأنه لا يستطيع فهمهما إلا من درس كل العلوم من نحو وصرف وبيان ومعان ولغة والفقه وأصوله والمنطق، وغير ذلك مما يضعونه من عوائق في طريق تدبر القرآن وفهمه وفهم أحاديث الرسول الثابتة عنه في الصحيحين وفي غيرهما، وقل ربط القرآن بواقع الناس ولبس عليهم أن آيات الشرك إنما هي في كفار قريش، وأن ما يفعله الناس عند القبور لا يدخل تحت الشرك بل عملهم هذا من الدين وتقدير الأنبياء والصالحين وهكذا يلبس على الناس الباطل، حتى يتمكن دعاته من صد الناس عن الحق، والله المستعان.


(١) من أمثال الحلاج، وابن سبعين، وابن العربي، والسهردوري، وابن الفارض، وغيرهم.

<<  <   >  >>