للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضاً: "الذي يجب على الإنسان من العلم ما لا بد له منه في صلاته وإقامة دينه" (١).

واعلم أن علم الحلال والحرام علم شريف، ومنه ما تعلمه فرض عين، ومنه ما هو فرض كفاية.

وقد نص العلماء على أن تعلمه أفضل من نوافل العبادات، منهم أحمد وإسحاق.

ومن مجالس الذكر أيضاً: مجالس العلم التي يذكر فيها تفسير كتاب الله أو يروى فيها سنة رسول الله .

فإن كانت رواية الحديث مع تفسير معانيه، فذلك أكمل وأفضل من مجرد رواية ألفاظه ويدخل في الفقه في الدين كل علم مستنبط من كتاب الله أو سنة رسوله سواء كان من علوم الإسلام التي هي الأعمال الظاهرة والأقوال، أو من علوم الإيمان التي هي الاعتقادات الباطنة، وأدلة ذلك وبراهينه المقررة في الكتاب والسنة، أو من علوم الإحسان التي هى علوم المراقبة والمشاهدة بالقلب، ويدخل في ذلك علم الخشية والمحبة والرجاء والإنابة، والصبر والرضا، وغير ذلك من المقامات.

وكل ذلك قد سماه النبي في حديث سؤال جبرئيل له عنه: ديناً.

فالفقه فيه من الفقه في الدين، ومجالسه من أفضل مجالس الذكر التي هي من رياض الجنة، وهي أفضل من مجالس ذكر اسم الله بالتسبيح والتحميد والتكبير؛ لأنها دائرة بين فرض عين أو فرض كفاية، والذكر المجرد تطوع محض.

وروي عن أبي الدرداء قال: "مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة" (٢).


(١) ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ١٠٤).
(٢) الفقيه والمتفقه - الخطيب البغدادي (١/ ١٠٢).

<<  <   >  >>