للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ البَائِسُ (١) سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ (٢)» يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ (٣).

[القدر المدرج]

قوله: "يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ".

[ما يثبت به الإدراج]

قال ابن حجر: "قوله: "يَرْثِي لَه .. " إلى آخره من كلام الزُّهْرِيّ أُدرج في الخبر، إذ رواه عن عامر بن سعد، عن أبيه".

وقال ابن عبد البر: "ما قاله شُيُوخُنا في حديث بن شهاب "يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ" من كلام بن شهاب صحيح" (٤).

وقال بدر الدين العيني: "قيل: هو من قول سعد بن أبي وقاص: جاء ذلك في بعض طرقه، وأكثر النَّاس أَنّ ذلك من قول الزُّهْرِيّ" (٥).

وقد رجح ابن حجر نسبة هذه الزيادة للزّهْرِيّ بقوله: "وأفاد أبو داود الطيالسي في روايته لهذا الحديث عن إبراهيم بن سعد عن الزُّهْرِيّ أن القائل يرثي له إلخ هو الزُّهْرِيّ، ويؤيده أن هاشم بن هاشم وسعد بن إبراهيم رويا هذا الحديث عن عامر بن سعد، فلم يذكرا ذلك فيه، وكذا في رواية عائشة بنت سعد عن أبيها" (٦).


(١) البائس هو الذي عليه أثر البؤس وهو الفقر والقلّة، قال النووي: سبب بؤسه سقوط هجرته؛ لرجوعه مختارًا وموته بمكة، أو سبب بؤسه موته بمكة على أي حال كان وإن لم يكن باختياره؛ لما فاته من الأجر والثواب الكامل بالموت في دار هجرته والغربة عن وطنه (انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي، ١١/ ٧٩).
(٢) هو: الصحابي سَعْد بن خَوْلَة من بني عَامِر بن لُؤَيّ، شهد بدرًا، زَوْج سُبَيْعَة الْأَسْلَمِيَّة، تُوُفِّي عنها بِمَكَّة في حَجَّة الوداع وهي حَامِل لسبعة أشهرٍ (أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي] دار الوطن للنشر، الرياض، ط ١، ١٤١٩ هـ[، ٣/ ١٢٥٩).
(٣) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب الجنائز، باب رثاء النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد ابن خولة، رقم (١٢٩٥)، ٢/ ٨١.
(٤) ابن عبد البر، الاستذكار، ٧/ ٢٧٨.
(٥) بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ٨/ ٨٨.
(٦) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ٣/ ١٦٥.

<<  <   >  >>