للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما مدرج السند في هذا الحديث فقد بيّنه الخطيب (١)، حيث روى مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ هذا الحديث هكذا سياقة واحدة بإسناد واحد ووهم في ذلك، لأنه حديثان بإسنادين مختلفين، فقوله: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا فِي حَجَّتِهِ؟ قَالَ: «وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلًا؟ » يرويه الزُّهْرِيّ عن علي بن الحسين بالإسناد الذي ذكرناه. وما بعد ذلك إلى آخر الحديث إنما هو عند الزُّهْرِيّ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة.

قلت: قد رواه الْأَوْزَاعِيّ (٢)، عن الزُّهْرِيّ أيضًا هكذا سياقة واحدة بإسناد واحد؛ وهو ما يعني أن الوهم لم يأتي من مَعْمَر كما قال الخطيب، ولكن ربما رواه الزُّهْرِيّ هكذا بإسناد واحد.

[تخريج الحديث]

أخرجه مدرجًا هكذا بإسناد واحد عبد الرّزّاق (٣) عن مَعْمَر، وَالْأَوْزَاعِيّ، عن الزُّهْرِيّ، به، ومن طريق عبد الرّزّاق أخرجه البخاري (٤) وأبو داود (٥) وابن ماجة (٦) والإمام أحمد (٧).

وهو حديثان بإسنادين مختلفين، فقوله: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا فِي حَجَّتِهِ؟ قَالَ: «وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلًا؟ » يرويه الزُّهْرِيّ عن عَلِيّ بن حُسَيْن، عن عَمْرِو بن عُثْمَان بن عَفَّان، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْد، وقد سبق تخرجه (٨).

وما بعد ذلك إلى آخر الحديث إنما هو عند الزُّهْرِيّ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن


(١) انظر: الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب البغدادي، ٢/ ٦٩٠.
(٢) انظر: مسند البزار: مسند أسامة بن زيد، رقم (٢٥٨٢)، ٧/ ٣٦، والمصنف لعبد الرّزّاق، رقم (٩٨٥١)، ٦/ ١٤.
(٣) عبد الرّزّاق الصنعاني، المصنف، رقم (٩٨٥١)، ٦/ ١٤.
(٤) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب الجهاد والسير، باب إذا أسلم قوم في دار الحرب، ولهم مال وأرضون، فهي لهم، رقم (٣٠٥٨)، ٤/ ٧١.
(٥) أبو داود، سنن أبي داود: كتاب المناسك، باب التَّحْصِيب، رقم (٢٠١٠)، ٢/ ٢١٠، وفي كتاب المناسك، رقم (٢٩١٠)، ٣/ ١٣٥.
(٦) ابن ماجة، سنن ابن ماجة: كتاب المناسك، باب دخول مكة، رقم (٢٩٤٢)، ٢/ ٩٨١.
(٧) الإمام أحمد، المسند: حديث أسامة بن زيد حِبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رقم (٢١٧٦٦)، ٣٦/ ١٠٠.
(٨) انظر: الحديث رقم ٦.

<<  <   >  >>